حادث سانت كاترين

لا أجد وصفا دقيقا ومحايدا للحملة "المسمومة" التى تشنها عناصر وتنظيمات مختلفة فى وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعى ضد القوات المسلحة خلال الأيام القليلة الماضية سوى أنها "مؤامرة " مخططة وليست عفوية مستهدفة الجيش وقياداته بهدف زعزعة ثقة الشعب فيه واثنائه عن مواصلة الدور البطولى العظيم الذى قام به الجيش فى ثورة 30 يونيووحتى الآن 

وأقصد هنا حدثين تزامن توقيتهما وهما الحادث المأساوى لمجموعة الشباب المنظمين لرحلة سفارى بسانت كاترين والحدث الثانى هو التحقيق مع الجاسوسة " سحر ابراهيم محمد سلامة " التى تعاونت مع الموساد الاسرائيلى ونجحت المخابرات المصرية فى ضبطها وشريكها " رمزى محمد الشبينى " وهو انجاز يحسب لجهاز المخابرات المصرى بتاريخه العريق
أبدأ من موضوع الجاسوسة " سحر" حيث قامت بعض المواقع الالكترونية بتسريب ما أسموه نص التحقيقات مع المتهمين بالجاسوسية وفجأة انطلقت الحرب التآمرية ضد القوات المسلحة فى العديد من وسائل الاعلام تروج لأن الجاسوسة " سحر" كانت تعمل صحفية بمجلة "النصر" التابعة للقوات المسلحة وأنها استغلت موقعها كصحفية بالمجلة فى تسريب المعلومات العسكرية الدقيقة للموساد الصهيونى !!..
بالطبع لم يغب عن مروجى هذا الحديث "التآمرى " الهدف الخبيث وهوالصاق تهمة التقصير لقواتنا المسلحة وقابليتها للاختراق من الداخل .. والرسالة الخبيثة – أيضا - المقصودة هى أن القوات المسلحة انشغلت بالسياسة والشأن الداخلى مما أدى لهذا الاختراق المخابراتى لأمن مصر القومى !!
واذا كانت كل جريمة وراءها مستفيد وصاحب مصلحة فيمكن أن نتخيل من المستفيد الآن من هذا الحديث ومن يروج له بشكل مباشر وغير مباشر وليس صعبا على المواطن المصرى البسيط الذى لا يعمل بالتحليل السياسى أن يعرف من الوهلة الأولى أن هذه الحرب الاعلامية تصب فى مصلحة تنظيم الاخوان الارهابى ومن يسير فى فلكه وتتقاطع مصالحه معه من تنظيمات سياسية ورموز و"مشتاقون" لابعاد الجيش والمشير السيسى عن المشهد السياسى
ويحسب للقوات المسلحة الرد الفورى على هذا الحديث التآمرى فى بيان المتحدث العسكرى العقيد أحمد محمد على الذى نفى فيه هذا الادعاء وتلك الرواية وناشد الاعلام بتحرى الدقة فيما ينشر ولاسيما ما يتعلق بما يهدد الأمن القومى لمصر مؤكدا أن الجاسوسة المذكورة لم تكن يوما لها أى علاقة بمجلة "النصر" ولم تعمل صحفية بها
أما الحديث التآمرى الآخر الذى يقلب الحقائق ويزيف الواقع ويروج للأباطيل تمثل فى الحملة المسمومة ضد الجيش واتهامه بالتقصير فى انقاذ الشباب المصرى المفقود فى رحلة السفارى بسانت كاترين والترويج - زورا وبهتانا – لتقصير أجهزة القوات المسلحة المعنية فى عملية الانقاذ واهمال الضحايا لأنهم "مصريون" !!متهمين جيشنا العظيم بأنه يتدخل فقط لانقاذ حياة الأجانب ولا يهتم بأرواح المصريين !! وبقدر ما فى هذه الاتهامات من "سفالة ووقاحة "وتزييف للواقع بقدر ما تحمل فى طياتها "مؤامرة" ضد الجيش والأمن القومى بكل أركانها القانونية تستوجب من وجهة نظرى التعامل القانونى من قبل القوات المسلحة مع أطرافها وفق القوانين التى تحمى الأمن القومى للبلاد لأن هذا الاتهام يهدف لزعزعة الأمن القومى و فقدان ثقة الشعب فى قواته المسلحة بما يترتب على ذلك من نتائج
وقبل أن أعلق على تفاصيل ما قامت به القوات المسلحة من جهود لانقاذ شباب سانت كاترين أوجه سؤالى لهؤلاء – ولا أقصد بالطبع كل من سأل بسلامة نية عن حقيقة ما حدث وطالب بكشف الحقيقة سواء من زملائنا الاعلاميين والصحفيين أو من أسر الضحايا أو من أى رمز سياسى أو غيرهم ولكن أقصد التنظيم الارهابى للاخوان ومن يدور فى فلكهم – كيف يكون الجيش لا يهتم بأرواح المصريين وهو الذى يتحمل عبء مواجهة الارهاب الأسود فى سيناء وفى أنحاء البلاد و يبذل قياداته و ضباطه وجنوده أرواحهم فداء للوطن ولنا جميعا عن طيب خاطر ولا يمر أسبوع بدون استشهاد أى من أبنائه بأيدى الارهاب الغادر دون أن يقلل ذلك من عزيمة الجيش واصراره على حماية الوطن وأبنائه أيا كانت التضحيات ..أن الخونة والعملاء هم الذين لا يهتمون بأرواح المصريين ويمارسون الارهاب الأسود والمجازر مثل"مجزرة الاتحادية " لازهاق أرواح المصريين وليس الجيش الذى روى دماء شهدائه أرض الوطن منذ 25 يناير وحتى الآن
لسنا فى حاجة للدفاع عن تقصير أى مسئول أو اخفاء الحقائق ولكن لابد من كشف المتاجرين بأرواح الشباب الضحايا والمتباكين عليهم بدوع التماسيح من المتربصين بالجيش وبقياداته من الرموز السياسية التى طفت على السطح وأصحاب المصالح
فجميع المعلومات الدقيقة وشهادة قصاصى الأثر بسانت كاترين ومنهم القصاص رمضان أحمد موسى مسئول المنطقة وشاهد عيان تؤكد أن القوات المسلحة تحركت على الفور بمجرد تلقيها البلاغ باختفاء الشباب وفى ظروف مناخية غاية فى السوء وفى ظروف جغرافية أسوأ وأن قوات حرس الحدود وعناصر من القوات الخاصة قامت بالبحث مع قصاصى الأثر بخلاف الطائرة العسكرية التى قامت بالبحث فى ظروف رؤية تكاد تكون معدومة وفى ظروف جوية لا تسمح أساسا بالطيران بل وتهدد أرواح طقم الطائرة ناهيك عن تضاريس الجبل التى لا تسمح بهبوط الطائرة عليه ومع ذلك لم تتأخر القوات المسلحة وقامت بكامل واجبها

post-edit

ليست هناك تعليقات: